خطأ قاتل: من أسطورة ميلانية إلى بديل تشلساوي

خطأ قاتل: من أسطورة ميلانية إلى بديل تشلساوي



فقرة أسبوعية جديدة يقدمها موقعنا ترصد أخطاءًَ قاتلة ارتكبها مدرب أو لاعب أو جمهور أو حكم أو رئيس نادٍ وكانت لهذه الأخطاء الأثر الكبير على الخريطة الكروية في العالم.

هناك العديد والعديد من الأخطاء التاريخية التي لا تنسى وحلقة اليوم ستتناول انتقال الأوكراني شيفشينكو أحد أساطير الميلان إلى تشلسي ما قتل مسيرته الكروية.

أندريه شيفشينكو لاعب عشقه محبو كرة القدم ليس فقط لأهدافه التي لا تمحى من الذاكرة أبداً, بل لأخلاقه داخل وخارج المستطيل الأخضر, برز نجمه مبكراً مع نادي دينامو كييف أبرز أندية وطنه أوكرانيا وخاض معه 117 مباراة سجل فيها 60 هدفاً مستقطباً أنظار العملاق الإيطالي ميلان.

قصة المجد بدأت عام 1999 عندما دخل شيفا إلى استاد السان سيرو ليقدم نفسه كنجم ميلان الجديد بعد فان باستن وغوليت وغيرهم من الأساطير, الجماهير كانت تراقب الماكينا التهديفية بحذر ومع مرور كل مباراة وموسم انقلب هذا الحذر إلى حب ومنه إلى عشق.

النجم الأوكراني سجل 127 هدفاً في 208 مباريات خاضها مع الميلان منذ عام 1999 حتى عام 2006 وساهم في فوز فريقه ببطولة الدوري المحلي موسم 2003-2004 وببطولة دوري أبطال أوروبا عام 2003, وحصل على لقب هداف الدوري الإيطالي عامي 2000 و2004 وحصل على جائزة أفضل لاعب في العالم المقدمة من مجلة فرانس فوتبول عام 2004 والعديد العديد من الألقاب الفردية الأخرى.

وفي عام 2006 بدأت الكارثة عندما التقطت عدسات الروسي أبراموفيتش رئيس نادي تشلسي هذه الموهبة الأوكرانية الفذة, شيفا لم يكن ليرضخ للمغريات المادية المقدمة من المليونير الروسي لولا إصرار زوجته على الانتقال إلى انجلترا وضغطها عليه كما نشرت العديد من الصحف يومياً لقبول عرض النادي اللندني "الأولاد ومدارسهم, لا أحب إيطاليا, الخ.." وفي النهاية دقت ساعة الفراق الحزين وذرفت جماهير الميلان وشيفشينكو دموعهم لانتهاء قصة عشق كانت من الممكن أن تدوم لفترة أطول لولا بعض التدخلات الخارجية.

انتقال شيفا إلى تشلسي كان خطأً كبيراً اعترف بها اللاعب, خطأ حرمه من دخول سجل الأساطير فبعد أن كان متتبعي المستديرة يقارنونه برونالدو وغيره من النجوم البارزين في تاريخ كرة القدم, بات لا يجد مكاناً له بين أساسيي الفريق الانجليزي, واكتفى بمشاهدة دروغبا ولامبارد من على دكة البدلاء وأحياناً من على المدرجات وفي الأثناء التي كان يوجه بها مورينيو لاعبيه على أرض الملعب كان هو يتلقى التعليمات من البرتغالي في التدريبات فقط.

أداؤه لم يرقَ إلى سمعته, ووجد صعوبات جمة بالتأقلم مع الدوري الإنجليزي ولم يعد يسجل الأهداف سوى في مناسبات معدودة, شيفا خاض 47 مباراة مع تشلسي خلال موسمين سجل فيها 9 أهداف فقط ما استدعى النادي الإنجليزي إلى التخلص منه وإعارته إلى من..؟ إلى ناديه القديم والمحبوب ميلان لكن شتان بين شيفا ميلان الأصلي والمعار فبين حلم العودة كأسطورة والواقع كانت الغلبة للواقع المرير حيث لم يخض النجم الأوكراني سوى 18 لقاءً لم يسجل فيها أي هدف... بالفعل يا لها من مرارة زألم شعر بهما شيفا ولسان حاله يقول "يا ليت الزمان يعود يوماً".

شيفشينكو عاد بعدها إلى أوكرانيا وبهذا انتهت أسطورة ميلانية لن تمحوها الذاكرة مهما طال الزمن, ولم يحصل الأوكراني منذ انتقاله إلى تشلسي على أي لقب فردي بعد أن حصل على 27 لقباً فردياً قبل ذلك, لكنه ما زال يسطر اسمه بين أفضل 100 لاعب مروا على لعبة كرة القدم.