أعظم حارس عرفته إنجلترا...بقلمي

اخواني زوار هذا المنتدى الرائع

ها أنا ذا أضع بين يديكم هذا الموضوع الشيق

و اتمنى ان ينال اعجاب جميع القراء والذي يحكي قصة واحد من افضل حراس المرمى على مدى التاريخ وهي بعنوان :


اعـــــــــــــظــــــــــــم حـــــــــــــــارس عــــــرفـــــــتـــه انــــــجــــــلــــتـــــرا
بقلم : ملك البطولات


في ليلة قليلة البرودة على عكس ليالي هذا الشتاء القارص .. قررت ان ان اصعد الى سطح منزلي لاتمتع بدفئ تلك الليلة ..تحت ضوء القمر .. وسماء مظلمة شديدة السواد .. تزينها النجوم المترامية في فضائها الوسيع .. اشعلت فتيل شمعتي ..ليضئ لي ظلمتي ولابحث بين اروق القديمة عن قصة اقرئها تأنس وحدتي وتزيد من تمتعي . انهمكت في بحثي .. فناثرت الاوراق عن يميني وشمالي .. هبت نسائم عليلة .. ثبطت من عزيمتي .. جعلتي استلقي على فراشي وابحر متعجباً في قدرة خالق هذا الكون .. اعتراني النعاس .. حاوت ان اقوام فلم استطع فتحول ذلك النعاس الى عيناوي فغفوتا .. اشتدت رياح ذلك النسيم زاد من تناثر الاوراق حولي لتحمل الي احداها كبساط الريح تحط رحالها على وجهي .. رفعت يدي لابعد تلك الورقة فابت عيناوي الا ان تفتح لتلقي نظرة على تلك الورقة فأذا بها قصة بطل من الابطال .. محارب في جيش الامبراطورية البريطانية مجند في كتيبة تسمى انجلترا .. اعظم حاراسها على الاطلاق واحد افضل من وقف بين الخشبات الثلاث انه



جــــــوردن بانكــــس ..









عام الولادة : 1938


مكان الولادة : شيفيلد انجلترى


الطول : 183 سم


الوزن : 78 كجم


المركز : حارس مرمى


الاندية : شستر فيلد , ستوك سيتي


المنتخب : انجلترى


عدد المباريات الدولية : 73 مباراة


الالقاب : كأس العالم 1966 , افضل لاعب في انجلترا عام 1972



حياته


الفقر والبداية القاسية


نشأ جوردن في اسرة بائسة فقيرة . فأظطر للعمل وهو في سن صغيرة لمساعدة تلك الاسرة . فعمل حمالاً للفحم في منجم براتب (3) جنيهات في الاسبوع , هذا العمل المرهق اكسبه عضلات قوية في جسمه ويديه اللتين نقلتا اطنان من الفحم . تقول السيدة هيلن بانكس ولدته " يحز في نفسي ويؤلمني كثيراً عندما اتذكر العلقات الساخنة الكثيرة التي كان يتلقاه جوردن " وتعقب على ذلك وهي تبتسم "كنت اكثر من شد شداً قوياً ولعل ضخامة حجمها يعود الى تلك العقوبة .. لكن ماحيلتنا لقد كان افقر قاسياً لهذا لم نرحم جوردن عندما كان صبياً فأنه كان بحاجة الى حذاء كل ثلاثة او اربعة اسابيع " وتتحدث الوالدة عن ولع ابنها بكرة القدم قائلة :"بعد ان يلعب طويلاً مع رفاقه كان يأخذ الكرة وينفرد بها ويظل يقذها حى هبوط الليل , كان هذا دأبه كل يوم ومارأيته قطل يفعل شئ غير ذلك " .



بانكس والكرة





بدء جوردون حياتة الكروية مع فريق من الفرق المغمورة في المدينة ويدعى شستر فيلد, لكن تلك البداية الا جسر عبور له فبعد ان تـالق مع فريقه الصغير جذب انظار كشافة فريق ليستر الذين ظموه الى الفريق الازرق . ومنذ انتقاله تألق جوردن في ليستر وبدأت موهبة بالنضوج مع جعل انظر كل الفرق الكبيرة تتجه نحوه . لكن ادارة ليستر لم تفرط فبقى حارسها الامين لأكثر من عشر سنوات , حتى عام 1972 والذي وقع فيه عقد طويل الامد ولمدة ست سنوات مع ستوك سيتي احد اقوى الاندية القوية آن ذاك على الرغم من بلوغه االـ(34) سنة وحول هذا العقد صرح رئيس تةك سيتي "البرت هنشال " للصحفيين "العبرة لييست في سن اللاعب انما في قلبه وضميره السلوكي . اعتقد ان بنكس سيظل حارساً ممتازاً حى سن الاربعين " .


مع المنتخب الوطني

اما على صعيد المنتخب فقد بدء دولياً لاول مرة في عام 1961 مع منتخب اقل من (23) سنة . وبعد ان اكتيب مزيداً من الخبرة والنضوج انضم للمنتخب الاول فلعب اول مباراياته ضد منتخب اوروبا والتي فازت بها انجلتر (2-1) واستمر كحارس للنتخب حتى عام 1971 , وهي اطول ترة لحارس مرمى لمنتخب انجلترى .

بانكس حالة فريدة
جمع صــــــــــلابة الانجلـــــيز ورشـــــــــــاقة اللاتيـــــــن





الطابع المميز للكرة الانجليزية في سائر عصورها هو الهجوم والانقضاض على مرمى الخصم دون هودة او اضاعة وقت , كان دور حارس المرمى فيها ثانوياً لان عبء حماية المرمى يتولاه المدافعون , وجرت العادة على انا اللعبين الاقل مهارة وموهبة من غيرهم يشغلون مركز حراسة المرمى , لهذا يكونون غالباً بطيئي الحركة ضعيفي الالنشاط يفتقرون الى الرشاقة والليونة اللتين اشتهر بهما حراس مرمى الدول اللاتينية , واصبح من التقليد ان يكون الحارس ضخماص عملاقاً قادراً على صد الكرات العالية وعلى تحمل وطأة الاصطدام بالمهاجمين العنيفين, وهذاا عند الخراء الانجليز يعوض عن فقدان الحركة السريعة الخفيفة لدى حراس المرمى , كان المطلوب من الحارس شيئين هما الجرأة والوقوف في المكان امناسب .. لهذا عندما برز بانكس بخفته ورشاقته وطيرانه في لهواء لالتقاط الكرة او صدها متبعاً الاسلوب اللاتيتني لفت اليه انظار الجمهور والمعلقين وكان ذلك ظاهرة فريدة نوعها في الكرة الانجليزية .



حكاياته مع كأس العالم


اشتراك جوردن في بطولتين لكأس العالم الاولى كانت عام 1966 والتي اقيمت في انجلترا وفازت بها , والثانية كانت في المكسيك عام 1970 , وفازت بها البرازيل . وفي البطولتين كانت قصتين لبنكس فيهما .


بطولة 1966 قصة تألق توجت باللقب


في تلك البطولة اشتهر بانكس ووطد مركزه كحارس اصيل في المنتخب , فمباريت البطولة كلها كانت حاسمة ومصيرية , فكان دوره فيها كبيراً متميزاً .خاصة المبارارتين ضد الارجنتين والبرتغال ,ففي المبارة ضد المنتخب الارجنتيني والذي على الرغم من انه كان يلعب بعشرة لاعبين الا انه ظل يهدد مرمى بانكس بأستمرار الذي انقذ مرماه بأعجوبة من تسديدات خطيرة ليفوز منتخب بصعوبة بهدف وحيد , وفي المباراة الاخرى ضد البرتغال والذي كان يمتلك افضل هداف في تلك الفترة اوزبيو والذي كان مصدر الخطورة الدائم كلما استحوذ على الكرة ليمطر مرمى بانكس بقذائف عالية وارضية كثيرة , لكنه لم يفز على الحارس الاكبر بضربة جزاء وكن انجلترا فازت اخر الامر بهدفين مقابل ذلك الهدف الوحيد , وفي المبارة النهائية التي كانت ضد المنتخب الالماني الغربي لم يتالق كثيراً بانكس . لكن منتخب بلاده فاز بتلك المبارة بأربعة اهداف لهدفين وليتوج المنتخب الانجليزي بالقب الاول له والاخير في بطولات كأس العالم .


بطولة 1970 وقصة افضل صدة في تاريخ كرة القدم





استمر بانكس في تألقه حتى بطولة العالم في المكسيك عام 1970 وفي اللاء ضد البرازيل كان بانكس مع بيليه بطلي هذه المباراة التي تميزت بلمحات مثيرة وكثيرة فاقت مباريات البطولة . وتميز بانكس في لقطيتين في تلك المباراة اختيرت الثانية فيما بعد كأفضل صدة في تاريخ بطولات كأس العالم .


اللقطة الاولى


عندما ارسل بيليه ببراعة وذكاء كرة فوق راس بانكس من مسافة عشرين متراً بدا للمشاهدين ولبانكس ايظاً ان الكرة مرتفعة كثيراً وفي طريقها لتجاوز العارضة ولكن فجة هبطت من ذلك الارتفاع كما ان لو قوة خفية اوقفت سيرها وان الجاذبية الارضية ركزت كل قواها عليها وامتصتها الى الاسفل وتريد ان تبتلعها من تحت العارضة , تراجع بانكس بسرعة ولكنه وصل متأخراً وبدا ان الهدف محقق لامحاله .. واذ بحكرة خاطفة لوى ظهره الى الخلف كلاعبي الجمبار ولمس الكرة الغادرة بأطراف اصابعه وحولها الى ضربة ركنية ..


اللقطة الثانية


بعد دقائق قليلة وقبل ان يفيق الجمهور واللاعبون من ذهولهم ودهشهم للبراعة التي ابداها شوهد جيرزينهو يتخطى المدافعين الانجليز ويمرر كرة مالة الى الى الخلف باتجاه بيليه المندفع بقوة ووصل مع الكرة الى امام امرمى ومن مسافة ثمانية امتار سدد برأسه بقوة كبيرة الى الزاوية العليا البعيدة , وبدا بانكس مغلوباً على امره فهو اتجه نحو اليمين وكانت الكرة في طريقها الى الجهة اليسرى , ولكنه بسرعة بديهة خرقة انثنى بطريقة عجيبة وغير اتجاه جسمه واندفع ناحية الكرة محققاً حركتين متعاكستين مذهلتين وحول الكرة في اللحظة القاتلة الى خارج الملعب . براعت بانكس في هذه اللقطة جعل الخبراء والنقاد فيما بعد يخرته كصاحب افضل صدة في تاريخ بطولت كأس العالم .


قالوا عنه بعد تلك المباراة :


بوبي مور كابتن منتخب انجلترا " لقد سمعت بيليه يصيح بصوت مرتفع وهو يسدد الكرة "جول " اي هدف وكرر ذلك مرتين الا ان مهرة بانكس حالت دون ذلك .
الملك بيليه بعد ان لاموه زملائه واصدقائه لكونه لم يستطع تسجيل اي هدف في مرمى الانجليز فأجابم مبتسماً " لقد سجلت هدفاً رائعاً وكنت واثقاً من انه سيكون من اجمل اهداف البطولة ولكن برعة بانكس في صد الكرة التي سددتها برأسي كان اعظم ما رأيت في حياتي الكروية " ..
هذه الشهادة من الملك بيليه لها وزنها وقيمتها وقدرها .انها فخر وشرف كبيران للحارس البارع ووسام لايعادله وسام .


قال عنه صديقه الصحفي " جون ريتشي " كان بانكس المثال الاعلى في تصرفاته كلها كلاعب المجد المخلص , فهو مرح وخفيف الظل خارج الملعب ,يبدو في التدريب والمباريات احسن حارس مرمى في العالم , وهو على الرغم من مستواه الجيد وشهرته الكبيرة يواظب على التدريب القاسي الجاد ولايترك لسوء الحظ ان يؤثر في ادائه .. وجوده في المرمى يمنح الثقة الكاملة لدفاعه وللفريق كافة "

ويرى الخبراء بأن بانكس وصل الى قمة الابداع في حراسة المرمى في حالتين الاولى في كأس العالم في المكسيك في مبارة البرازيل وقد اسلفناها , والثانية في صد ضربة جزاء سددها الهداف الكبير " جيوف هارست " الذي اشتهر بقذائفه القوية القاضية يشهد ذلك الخبراء وحراس المرمى , ويعد بانكس الوحيد الذي صد ضربة جزاء من هارست .




النهاية


سنة 1972 كانت سنة خير وبركة على بانكس ولكنها حملت البؤس والشؤوم ففي ذلك العام فاز بلقب افضل لاعب في انجلترا في الاستفتاء الذي شارك فيه صحفيين ومعلقين كرويين وحصل على نسبة عالية قدرت 75% , كما حصل على وسام بدرجة فارس في الامبراطورية البريطانية وفي ذلك العام وقع عقده مع ستوك سيتي . لكن القدر .. كان يخبئ شيئاَ اخر لبانكس ولناديه وللكرة الانجليزية , ففي خريف ذلك العام تعرض بانكس لحادث سيارة اصيبت على اثره عينه اصابة بالغة منعته من الاستمرار في اللعب , ولكنه ظل في اجواء كرة القدم ففي بطولة كأس العالم 1974 سمع الملايين صوته وشاهدوه وهو يعلق على المباريات لاذاعة وتلفزيون انجلترا .


* من الطريف وبعد كل هذا المشوار الحافل بالتألق ان بانكس كان يتمنى لو انه كان مهاجماً ويقول بهذا الصدد " اللاعب المهاجم اكثر شهرة وربحاً من حارس المرمى , تسجيل هدف يعد اثر اثارة واهمية لدى الجمهور وادارة النادي من قيام حارس بصدر كرة صعبة عن مرماه "
ويعقب بانكس بقوله : " لهذا عندما تخلى ابني روبرت عن مركز حراسة المرمى ليلعب جناحاً لم اعترض على ذلك " .




أخوكم/ ملك البطولات

شكراً على الموضوع